ظاهرة مشاركة الفتاة السودانية في تصوير الأغاني والإعلانات التجارية

المتتبع لقناة هارموني يُشاهد من خلال برامجها بثها لأغاني سودانية لمطربين مغمورين
مصورة بطريقة الفيديو كليب
إلى الأن والموضوع عادي في نظر الكثيرين ، فما هي المشكلة بأن تصور الأغاني بطريقة الفيديو كليب
وذلك من أجل ضمان إنتشارها وأيضاً لمسايرة موضة العصر في جذب المشاهد لمثل هذه الأغاني
ولكن الغير عادي هو إشراك بنات في تصوير هذه الأغاني وهن حاثرات وكاشفات وسافرات
لا أريد هنا الخوض في الموضوع من الناحية الدينية فالأمر محسوم
ولكن أود من الأخوة الأعضاء الإدلاء بأرائهم من وجهة النظر الأجتماعية
لمجتمع كان بالأمس القريب يعتبر أن ولوج الرجال لمجال الغناء عيب كبير
و يُوصف كل من دخل هذا المجال ( بالصايع ) فكيف إذا ولجت المرأة هذا المجال وأصبحت
تقف أمام مطرب بكامل زينتها وكاشفة لشعر رأسها وتتمايل وتتغنج بصورة مزرية
وقِس على ذلك ولوج كثير من الفتيات لمجال تصوير الإعلانات التجارية

فهل يُعتبر هذا الأمر من التنازلات الكثيرة التي طالت قيمنا التي تربينا عليها وموروثاتنا
التي كُنا نباهي بها الشعوب الأخرى ، وكانت هي العلامة المميزة لنا كشعب سوداني ؟
أم أن الأمر يندرج تحت ما يسمى بالحريات الشخصية والتي أتاحت للمرأة تمتعها بكامل حقوقها
في أختيار مجال التعليم والعمل وغيره ؟
أم هو نوع من الغزو والإستلاب الثقافي الذي طال مجتمعنا
والذي أصبح يستقبل كثير من الثقافات الوافدة بدون مراعاة خصوصيتنا كمجتمع سوداني محافظ ؟
أم هو نوع من التقليد الأعمى ومسايرة الموضة وما يبث من أغاني في القنوات الأخرى
في عصر السماوات المفتوحة ؟
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو لماذا لم تجد مثل هذه الظاهرة الإستهجان
والرفض من المجتمع كما كان يحدثُ في الماضي ؟
وأخيراً هل تعتقد بأن تصوير الأغاني السودانية بطريقة الفيديو كليب سيساعد في
إنتشار الأغنية السودانية ومن ثم وصولها إلى الأخر وإلى العالمية ؟