المساهمات : 13 تاريخ التسجيل : 18/04/2008 العمر : 49
موضوع: مقاطعة المبدعين لوسائل الإعلام السبت سبتمبر 20, 2008 9:03 pm
ظاهرة مقاطعة المبدعين لوسائل الإعلام من الظواهر التي تحتاج للوقوف عندها كثيراً لبحث الأسباب والدوافع والنتائج المترتبة عليها فعلى مر تأريخنا السياسي المعاصر وتعاقب الحكومات والأنظمة من ديمقراطية وعسكرية ظلت هذه الظاهرة ملازمة لكثير من المبدعين وبغض النظر عن تلك الدوافع والأسباب سياسية كانت أو فكرية أو عقائدية أو غيرها فالموضوع يحتاج إلى وقفة وحوار وفي بالي الأساتذة ( أبو عركي البخيت وهاشم صديق ) واللذين حرما جيل كامل من التعرف على إبداعاتهما من خلال مقاطعتهم لوسائل الإعلام المختلفة سواء كانت مرئية أومسموعة أو مقروءة فإن لم تخني الذاكرة فإن الفنان أبو عركي البخيت لم يظهر في جهاز إعلامي منذ ثمانينات القرن الماضي وكذا الحال بالنسبة للفنان الشاعر والمسرحي والمتعدد المواهب هاشم صديق وإن كان الفنان ( محمد وردي ) قد وجد فرصة كبيرة في التوثيق لأعماله بعد رجوعه من الغربة عبر كثير من السهرات في القنوات الفضائية السودانية المتعددة ، وكذا الحال بالنسبة للفنان ( سيف الجامعة ) فإن الموت قد حرم الفنان المرحوم ( مصطفى سيد أحمد ) من توثيق وتسجيل كثير جداً من أعماله وأيضاً حرمانه من الإلتقاء بمعجبيه عبر الحفلات المباشرة والسؤال الذي يخطُر على بالي دائماً هو هل المقاطعة هذه قناعة وموقف شخصي للفنان يجب إحترامه ؟ أم أن أعمال هاؤلاء المبدعين ليست ملك حصري لهاؤلاء المبدعين ومن حق معجبيهم الإطلاع عليها عبر وسائل البث المتاحة ؟ وهل في هذه المقاطعة ظلم للمبدع من خلال حرمانه من توثيق أعماله وبالتالي حرمان أجيال لاحقة من الإستمتاع بها والإطلاع عليها ؟ وفي البال أسماء كثيرة لمبدعين سقطوا من الذاكرة السودانية لعدم وجود توثيق لهم في وسائل الإعلام وهل مقاطعة المبدع لوسائل الإعلام خطوة أولية تمهد لنسيانه من ذاكرة المستمعين والمشاهدين ؟ قد يقول قائل أن هناك منافذ أخرى يمكن من خلالها توثيق وتسجيل تلك الأعمال عبر شرائط الكاست مثلاً لكني أعتقد بأن التلفزيون والإذاعة سيوفر للفنان إنتشار أكبر من الكاسيت وديمومة وتواصل مع الأجيال اللاحقة خاصة وأن الكاست في طريقه للزول بعد إنتشار ( السي دي والدي في دي) أتمنى من الجميع أن يدلوا بدلوهم في هذا الموضوع وأنا في إنتظار مشاركة الجميع
هذا توقيع شخصي من الفنان أبو عركي البخيت بخط يده تحصلت عليه في منتصف التسعينات من القرن الماضي في حفل عام في مسرح الجزيرة