لقد عملت بعض الشركات التي لا يهمها إلا جمع الأموال إلى طرح مواد غير سليمة ومدمرة للصحة مثل المشروبات الغازية والعصيرات الصناعية التي تحتوي على مواد كيمائية في الأسواق والدعاية لها بشتى وسائل الإعلام على أنها أغذية طبيعية وصحية، ومع أن هناك جهوداً كبيرة تبذل في وزارتي الصحة والمعارف للحفاظ على صحة طلاب وطالبات المدارس وحماية الطفولة من خطر هذه المشروبات وتشجيع الأسر على إستخدام الحليب بدلاً منها إلا أن الخطر ما زال قائماً حيث يستهلك السوق السعودي أكثر من 1.7 مليار عبوة غازية سنويا تنتجها ثمانية مصانع محلية بالإضافة إلى الكميات الأخرى المستوردة التي تزيد عن 500 ألف طن سنوياً. ويأتي تصنيف المشروبات الغازية المدمرة للصحة من كون كافة المواد التي تصنع منها من المواد الضارة جدا لصحة الإنسان وعلى رأسها السكر.
أما بالنسبة لتأثيرها على الأسنان فيقول الدكتور كلايف مكاي بأنه ثبت علميا بأن المشروبات الغازية يمكنها أن تؤدي إلى تآكل طبقة المينا في الأسنان خلال يومينوإن العامل الأساسي في ذلك يعود إلى احتواء هذه المشروبات على حمض الفوسفوريك. وهذه المشروبات تحتوي أيضا على حمض الماليك وحمض الكاربونيك. مع العلم أن حمض الستريك وحمض الماليك يوجدان بشكل طبيعي في الفواكه والخضراوات ولكنها تتحول إلى قلوية في الجسم ولكن الموجودة في المشروبات الغازية تبقى حمضية لأنها تقطر جزئيا وتستخلص بالحرارة. من المعروف على أن الجراثيم في الطبقة السنية اللزجة مسئولة عن تكسير السكريات إلى أحماض عضوية تهاجم طبقة المينا في الأسنان وتسبب التنخر. ويقول الدكتور دياموند أن المشروبات الغازية بإمكانها تعرية طبقة المينا عن الأسنان وجعلها ناعمة جداً في غضون يومين.
المركبات التي تدخل في تركيب المشروبات الغازية بالإضافة إلى أضرارها بطبقة المينا في الأسنان وزيادة في الوزن فهناك مركبات أخرى تحويها المشروبات الغازية مثل السكر الأبيض والمحليات الصناعية الكيماوية والمواد الحافظة وثاني أوكسيد الكربون والكافئين وبالنسبة للسكر الأبيض فإن علبة المشروبات الغازية تحتوي على حوالي 8 ملاعق صغيرة من السكر وأحب أذكر بعض أضراره فهو يدمر فيتامين (ب) الذي يقوم بدور كبير في تحسين عمليات الهضم وامتصاص الأغذية وتكاثر الخلايا ويؤدي نقصه إلى ضعف البنية والاضطرابات العصبية (النرفزة أو الضجر) والصداع والشعور بالأرق والقلق النفسي والكآبة بالإضافة إلى ضعف وتشنج عضلي. ويقول الدكتور جون بودكن حامل لواء الحملة على السكر حيث يسميه القاتل الحلو الأبيض ويتمنى لو يستطيع منع بيع السكر ومشتقاته لينقذ البشرية من أخطار الأمراض التي يسببها السكر مثل أمراض القلب وتشحم الكبد وتضخم الكليتين والموت المبكر كما أكد على العلاقة بين السكريات وبعض أنواع السرطان والنقرس والتهاب المفاصل وتسوس الأسنان. وإن الاختلاف الوحيد بين هذا النوع من المشروبات والدايت ((DIET هو استعمال مركب آخر مثل مادة الاسبارتام بدل السكر الأبيض والذي قد لا يخلو من أضرار حيث نقلت وكالة الأنباء السعودية مؤخراً قول فريق من الأطباء المصريين بأن هذا النوع من المشروبات الغازية (الدايت) الذي يحتوي على مادة الاسبارتام يهدد المخ والرؤيا ويزداد احتمال الاصابة بمرض ألزهيمر والذي يؤدي إلى فقدان الذاكرة كما يؤدي إلى إصابة الكبد بالتليف. أما المحليات الصناعية والكيميائية فهي لا تقل خطورة عن السكر الأبيض لتكوينها الكيميائي ولآثارها السلبية الأخرى. ومن المعروف أن الملونات و النكهات الكيميائية تستخدم وسيلة من وسائل الغش لإخفاء وطمس معالم الفساد في الأغذية وإظهارها بمظاهر وألوان براقة ونكهات وروائح مميزة ولكنها زائفة وليس فيها أي شيء من الفاكهة.